رحلة فكرية عبر مائة مقال و مئوية كلية العلوم
أود أن أتحدث عن فصل محوري في رحلتي المهنية—تجربة أعتز بها كمصدر للفخر. في 11 مارس 1925، صدر مرسوم تاريخي بتأسيس الجامعة المصرية كإحدى المؤسسات العامة، مكونةً من أربع كليات أساسية: الآداب، العلوم، الطب، والحقوق. فكانت كلية العلوم الناشئة، تتألف في معظمها من علماء أجانب، وتعمل في مرحلة انتقالية، كانت المباني المجاورة لقصر الزعفران في العباسية بمثابة منازل مؤقتة لكليات العلوم والآداب. لم تمثل هذا اللحظة في الزمن ولادة مؤسسة تعليمية فحسب، بل رمزت أيضًا إلى التزام عميق بالمعرفة والتعليم، مما مهد الطريق لإرث يستمر في تشكيل المشهد الفكري في مصر.
ما تزال كلية العلوم تحافظ على "روح الجامعة": بحوائط وقورة لم ينجح الزمن في النيل منها ولا أفسدتها حداثة معمارية كاذبة. بمبانيها العريقة التى شبهتها بمبانى جامعة هومبولدت ببرلين حيث يحيط بالمكان روائح الماضي، فقبل ستة عقود عندما التحقت بها كانت مبانيها تشعرك برهبة وشعور بقدسية المكان مما يناسب هيبة العلم ورغبة التعلم. فنوافذ مبانيها صممت لاستقبال الضوء الجميل العاقل إلى داخلها، وما زالت السلالم الرخامية والأروقة تحمل كل الذكرى وأعمار الذين رحلوا من اساتذتها العظام الذين ملأوا ساحاتها علما وفنا وثقافة وحركوا المياه الساكنة وكانوا نواة لنهضة علمية فى مصر القرن العشرين ثم ذهبوا فى سلام. يشرفنى ان اكون احد منتسبيها الذين يشاركوا بحب واستمتاع فى فعاليات الاحتفاء بها وادعو كل الاحباء الذين مروا عليها وتعلموا فى جنباتها واستقوا من علومها ان يشاركونى خلال هذا العام "عام مئوية كلية العلوم جامعة القاهرة".
..:: قراءة المزيد ::..